الخميس، 12 أبريل 2012

منتدى "الصقر" يستضيف بهية راشدي و أسرة فيلم كرتونة في بونة


حلت الفنانة بهية راشدي ضيفة على فوروم "الصقر" رفقة طاقم عمل فيلم "كرتونة في بونة" للمخرج فوزي ديلمي و المنتج صابر عيادي رفقة كل من الفنان ديب العياشي و "بيبو" اللذان لعبا دور البطولة في الفيلم , حيث تطرق ضيوفنا إلى عدة قضايا تخص المشهد الفني بالجزائر و تحديات صناعة الدراما و السينما في الفترة المقبلة تزامنا مع الانفتاح المرتقب لقطاع السمعي البصري كما أكد الحاضرون على ضرورة فتح المجال أمام الطاقات الشبانية القادمة بقوة في مجال التمثيل.

أبدت الفنانة "بهية راشدي " استيائها ممن وصفتهم بالدخلاء على قطاع الإنتاج السمعي البصري في الجزائر و اتهمتهم بتفضيل مصالحهم الشخصية على حساب نوعية الأعمال المقدمة , كما أعابت عليهم تقديسهم للجانب المادي على حساب الأداء الاحترافي, حيث تطرقت ضيفتنا إلى ما وصفته بالممارسات العشوائية التي أضرت بالمشهد الفني العام للبلاد من خلال عدم ذهاب الأموال التي ترصدها الجهات الوصية على الثقافة إلى أصحابها الفعليين حيث قالت بأن الوقت قد حان لإعطاء الفرص و الإمكانيات الضخمة إلى أهل الاختصاص .

بهية راشدي : "كثير من المنتجين يأخذون أموال طائلة و الفنان يبقى بدون أجر"
صرحت بهية راشدي بأن ثقتها المستقبلية في كل الأعمال التي ستقوم بها لصالح التليفزيون ستكون فقط في هذه المؤسسة حيث اعتبرت أنها ستتقاضى عوائدها المالية مباشرة من التلفزيون نظرا للممارسات التي تقوم بها بعض الجهات المنتجة التي لم تعد توفي حق الفنانين الذين يشتغلون معهم , كون هؤلاء المنتجين يأخذون مبالغ مالية ضخمة و يتركون الفنانين من دون أجر .
و في سياق متصل بالمشهد العام لقطاع السمعي البصري في الجزائر اعتبرت الفنانة أن وجود قنوات متعددة من شأنه أن ينعكس إجابا على الإنتاج في الجزائر حيث أعابت في ذات الشأن طرق تعامل المنتجين مع الفنانين على عكس ما لاقته لدى عملها في فيلم "كرتونة في بونة" حيث أثنت على الصراحة التي تعاملت بها شركة "ميري مارك " معها منذ البداية و هو الأمر الذي تقول بشأنه السيدة راشدي انه كان أهم حافز لها للموافقة على الفيلم.
محمد قندوز: "الفن في صحة تامة و المرضى هم من يفترض أنهم أوصياء عليه"
, أبدى السيناريست "محمد قندوز" تحفظه على مستقبل قطاع السمعي البصري في الجزائر رغم بوادر الانفتاح التي بدأت عبر بعض الفضائيات الخاصة التي شرعت في البث في الفترة القليلة الماضية و اعتبر بأنه لا توجد صراحة بخصوص المشهد العام بالرغم من أن تحرر هذا المجال من شأنه أن يفتح الطريق للمنافسة التي ستنعكس إيجابا على النصوص و الأعمال الفنية بالدرجة الأولى .
و في ذات السياق أبدى محدثنا تخوفه من ضبابية مستقبل السينما برغم وجود طاقات شبابية تبشر بالخير إلا أن "قندوز" لم يبدي تحمسا كبيرا للتحركات الحالية بشأن تحرير قطاع السمعي البصري كما قال بأنه يؤمن بان العمل متواصل إذا ما أحس بوجود رجال يجدهم أمامه لدعم هدا القطاع في وقت لم يخف فيه تخوفه مما وصفه الوطنية بالنظر للممارسات الحالية من قبل أطراف تجنب ذكرها , كما أشاد بالمستوى الكبير لعديد الفنانين الذين قال بخصوصهم أنهم يلقون الإشادة في كل التعاملات التي تكون لهم مع شركات إنتاج في أوروبا و مختلف أنحاء العالم
العياشي الديب : الرداءة طغت على السينما كما طغت على باقي الفنون
إعتبر فنان المالوف العنابي و البطل في فيلم "كرتونة في بونة" أن الرداءة بسلبياتها قد أضحت السمة المميزة لمختلف الفنون على غرار السينما التي قال بأن حالتها الراهنة هي ذاتها في باقي القطاعات بسبب عدم وجود صفة قانونية و مهنية للفنان , كما أشار إلى أنه يفترض أن تكون قد مررت عدة مشاريع أمام البرلمان تخص هذا الجانب لاسيما و أنه لحد الآن ورغم مرور 50 سنة على استقلال الجزائر يبقى ملف ضبط وضعية الفنانين متاحا للنقاش و هو ما يعتبر تحديا للأوصياء على قطاع الثقافة و الذي من شانه أن يقطع الطريق أمام كل الدخلاء على المهنة و بدورها لم تترك بهية راشدي فرصة حلولها على فوروم "الصقر" إلا و أبدت أسفها للتراجع الكبير للدراما الوطنية في حين عبرت بأنها قد " تعبت" من الأدوار التي توكل إليها في كل مرة و تصور المرأة الجزائرية في صورة نمطية هي ذاتها و اعتبرت أن سبب ذلك هم كتاب السيناريو الذين يصرون على الانفراد بكتابة نصوصهم حتى و لو لم يعايشوا واقعها , في صورة ترى فيها الفنانة بأنها أغلقت الطريق أمام أي فرص للإبداع من قبل الشباب .

يجب أن نتعلم ثقافة تسليم زمام الأمور لأهلها و إعطاء الفرص لأصحاب الأفكار الجديدة
في إطار استعراضها لوجهة نظرها بخصوص ما يجري عبر مختلف البلاد العربية فيما يسمى بالربيع العربي اعتبرت الفنانة"بهية راشدي" أن هدا رد فعل طبيعي لاحتكار بعض الأطراف للسلطة و اعتقادهم بأنها باقية لأبنائهم و أحفادهم و هو أهم عامل دفع إلى هذا الانفجار الحاصل داخل الأمة العربية كما أكدت أن هذا لم يمنع من وجود بعض القوى التي تسربت و تحاول الترصد بالبلدان بغرض تحصيل مآرب تخدم مصالحها و قالت بأن الوقت قد حان كي تعي كل الأطراف ضرورة تسليم المشعل للشباب و إعطاء الأمور لأهلها و للمتقدمين بأفكار جديدة لأن ذلك يضمن استمرارية المجتمعات و تطورها , و في ردها عن سؤالنا بخصوص رؤيتها للمشهد السياسي و التمثيل النسوي في البلاد تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية قالت ضيفتنا بأن تواجد المرأة الحالي في المجالس المنتخبة محتشم و هي مغيبة على الحياة السياسية أن الوقت قد حان كي يأخذ العنصر النسوي و الشباب دوره الطبيعي في صناعة القرار بالأمة و ثمنٌت في هذا الخصوص قرار أعلى سلطة بالبلاد بفتح المجال للمرأة لتكون أكثر حضورا في البرلمان المقبل.
و في سياق آخر دعت بطلة فيلم "كرتونة في بونة" الشباب إلى الأخذ بزمام المبادرة و العمل من أجل أن يعطي للوطن مثلما أعطاه و ذلك في سبيل الصالح العام
و بدوره أكد "العياشي الديب" أن الجيل الجديد لابد له أن يصنع مستقبله و عبر بالقول " لي فاتو وقتو ما يطمع في وقت الناس" في إشارة إلى ضرورة إعطاء الفرصة للجيل الجديد و منحه المجال للتألق.
إجماع على أن نجاح الفيلم أكبر مكسب لطاقم العمل
اجمع المشاركون في فوروم "الصقر" على أن نجاح فيلم "كرتونة في بونة" هو أكبر مكسب لهم بالنظر للتحديات التي رفعها القائمون على العمل منذ بداياته حيث أثنى الحاضرون على المخرج محمد فوزي ديلمي و أكدوا أن المجهودات التي بذلها تعكس اهتمامه بتطوير صناعة السينما بالجزائر حيث دعت بهية راشدي في هذا الخصوص الجهات الوصية إلى ضرورة الالتفات للطاقات الجديدة و تقديم الدعم المالي لها قصد دعم الإنتاج السينمائي في البلاد كما اعتبر "محمد قندوز" كاتب السيناريو بأن تجربة العمل في طاقم الفيلم كانت ثرية و أضافت له الكثير لاسيما في ظل تواجد اسم "كبهية راشدي" التي ساهم تواجدها في تحفيز الطاقم الذي تكوٌن في مجمله من شباب رفعوا التحدي و ساهموا في نجاح عملية التصوير في انتظار العرض على الجمهور رغم أن هذا العمل قد نال إعجاب العاملين به و زاد من تحفيز فريق العمل حيث قال كاتب السيناريو بأن النجاح الحالي فتح المجال أمام التفكير في عملين آخرين مع المنتج صابر عيادي.