الاثنين، 5 مارس 2012

حوار مع أمير أغنية المالوف العنابي ياسين عاشوري


أطلق الفنان ياسين عاشوري في حواره معنا النار على من قال أنهم يدعون الوصاية على الفن العنابي عموما و على أغنية المالوف خاصة مشددا على انهم يماسون اقصاء متعمدا على المواهب الحقيقية , في الوقت الدي يشجعون فيه أشباه الفنانين مستغلين إحتلالهم مناصب تخول لهم ذلك, و اعتبر صاحب رائعة "راس الحمراء" نفسه واحد من اهم فناني المالوف بالمدينة خاصة و ان أغانيه تلقى اقبلا و تجاوبا من قبل الجمهور المتدوق لهدا الفن مضيفا بأن هذه الأغنية لازالت لحد اليوم تخطى بإنتشار واسع داخل عنابة و خارجها و حتى عبر شبكة الانترنت .
غبت عن حصة ألوان بلادي التي عرضت عبر قنوات التلفزيون الجزائري  في عددها الخاص بعنابة  أين تعرضت إلى عدد من فناني أغنية المالوف . ما هو تعليقك على هدا الغياب ؟ .
تأسفت على عدم مروري في الحصة على اعتبار أن اسمي غني عن التعريف بمدينة عنابة , حتى أنني لم أعلم بهده الحصة إلا وأنا  في حفلة عرس ، أين اتصل بي احد الأصدقاء و اخبرني عنها و تساءل عن  سبب عدم تواجدي بها , مع العلم أنني لم أتلق أي اتصال للمشاركة في هدا العدد من الحصة التلفزيونية بالرغم أن من مروا بها لا يحضون بقدر المكانة التي احظى بها  في  وسط المالوف العنابي .
ما هي الأسباب التي ترى أنها منعت ظهورك على التلفزيون .؟
بكل تأكيد الأمر يتعلق ببعض الأطراف التي نسبت لنفسها أحقية الحديث عن المالوف العنابي بفضل نفوذها باتحاد الفنانين  دون الأخد بعين الاعتبار مسيرة أي فنان أخر مستغلين علاقاتهم مع المسؤولين لتزكية البعض و محاولة إلغاء البعض الأخر من الساحة الفنية , بالتعاون مع   المخرجين الذين اعلم جيدا كيفية عملهم و معاييرهم التي  لا يمكن في أي حال من الأحوال  ان تنطبق على  طبيعة ياسين عاشوري الفنان , البعيدة عن  النفاق و سياسة المصالح , و هي ذات الجهات التي رفضت الدور الذي تقوم به إذاعة عنابة  الجهوية في إظهار الشباب على حساب من ظلوا لعقود يسيطرون على المشهد الثقافي العنابي و يودون اليوم توريثه لأبنائهم و كأنه ملك خاص بهم ,  لكني اليوم استبشر خيرا بالانفتاح المرتقب للإعلام السمعي البصري الذي سيسهم بالتأكيد في إعطاء لكل ذي حق حقه بعيدا عن الأحادية في الطرح التي ينتهجها التلفزيون الجزائري .
من المعروف عنك قلة إصداراتك الفنية   بالرغم من كثرة الحفلات و المهرجانات التي تشارك فيها , ما الذي يدفعك لعدم إصدار البومات بصفة منتظمة .؟
أهم مشكل يواجه الفنان في  عنابة هو قلة  استوديوهات التسجيل و غياب منتجين بالقدر الذي يتيح لي إصدار البومات بين فترة و أخرى , إلا أن هدا لا يمنع من أنني قد أصدرت 3 البومات سابقة لاقت رواجا بين الناس خصوصا البوم راس الحمراء , كما انهيت  ألبوم آخر سيصدر في الاسابيع القادمة بعنوان “الشابية “ يحتوي على باقة من أغاني  المالوف العصري الخفيف .
وهنا دعني أوضح لك أمرا يتعلق قلة استوديوهات التسجيل بعنابة ، ما يدفعني إلى الاتصال باستوديوهات مختلفة من ولايات أخرى ، وهي بدورها تفرض شروطا وحتى ألوانا غنائية لا تتناسب مع الطابع الذي أؤديه , الأمر الذي يسهم بالأساس في قلة إنتاج الألبومات بالرغم من أنني أرى أن العبرة ليست في كثرة الإصدارات بل في ضرورة وجود أغاني لا تموت مع الزمن كأغنية "راس الحمراء"  مثلا التي لازالت لحد اليوم تحظى بانتشار واسع داخل عنابة وخارجها وحتى عبر شبكة الانترنت .
كيف تعلق على ظاهرة التجديد في المالوف ؟

انا شخصيا مع التجديد في أغنية المالوف لأنني بالأساس أقدم سلعة للجمهور وليس للاستهلاك الشخصي و بالتالي يجب  ان أتماشى مع ما يطلبه المحبون خصوصا في الأعراس التي تحتاج الى أغاني خفيفة عصرية ,لا سيما و أن ما يميز الجزائر في هذه الفترة هو ان الطبوع الفنية تعرضت للمزج و صار من الضروري مسايرة ادواق الجمهور  و هو الأمر المعمول به حتى في اوروبا فمعزوفات موزار لم تعد تسمع اليوم سوى في أماكن محددة و عند جمهور محدود , لكن هدا لا يمنع من ان المالوف الأصيل له خصائصه و مواصفاته التي لا تمنعني أحيانا من غنائها في اوقات معينة .
و مادا عن الأغنية التي تقدمها ؟
أنا أقدم أسلوبا خاصا بي شخصيا وهو معروف عند مستمعي أغاني بكونه حفيفا و مدروسا في نفس الوقت ، وقد ساعد في ذلك احتواء عنابة على فسيفساء اجتماعية  من مختلف ربوع الوطن ما يجعل من طريقة أدائي تحظى برواج كبير عند الجمهور , ناهيك عن أعضاء الفرقة التي تعمل معي مند أكثر من  20 سنة بانظباط شديد و هو السبب الرئيسي في ما وصلت اليه اليوم بفصل الله اولا و بمجهوداتي في المقام الثاني
يعني انك شققت طريق النجاح بمفردك ؟
 أنا دائما أقول بان لدي  فضل الله و محبة الجمهور , شخصيا لا يوجد من هو مسؤول عن نجاحي سوى العمل المتواصل الدي اقوم به رفقه زملائي في سبيل إعطاء حق اغنية المالوف من خلال احترامنا للجمهور الدي بدوره يكن لنا كل التقدير و المحبة , كما انني ارى ان لكل واحد منا اسم و لا احد يستخلف الاخر أي انه لا حاجة للحديث عمن لديه الفضل في مسيرتي لان السبب الوحيد هو التفاني في العمل و الرغبة في إيصال الصورة الحقيقة للمالوف العنابي بعيدا عن كل الحسابات و المصالح الشخصية
هل يمكن القول ان التعليم قد ساهم في نجاحك الفني ؟
بالتاكيد مسرتي كاستاد صنعت الفرق بيني و بين من ينصبون انفسهم أوصياء على المالوف في عنابة فيكفي ان اقول بان التعليم قد منحني حسن التعامل مع الناس بصفة عامة و ساهم في خلق جو من الثقة بيني و بين جمهوري من خلال السمعة الطيبة الدي احظى بها انا و الأوركستر المكون لفرقتي و الذي يضم اساتدة محترمين ساهموا في جعلي قبلة للعائلات العنابية في اعراسها , مع العلم انني بدأت العزف على الجيتار مند سن السابعة و لربما ما اسهم بشكل كبير في ما انا عليه اليوم هو انحداري من “حي المحافر“قلعة قلعة كبار الفنين بعنابة  كحسان العنابي و الشيح ابراهيم بي .
باعتبارك استاد موسيقى الم تفكر في فتح مدرسة خاصة لتدريس مختلف الفنون الموسيقية ؟
تاكد بانه في وسط يتقاضى فيه مدرس الموسيقى بالمدارس الخاصة 4000دج لا يمكن التحمس لمثل هده الفكرة ناهيك عن الصعوبات التي تخص الحصول على قطعة ارض او فضاء تقيم عليه مشروعك , لكن رغم هدا لا اخفي عليك انني فكرت في مدرسة استقدم فيها خيرة اساتدة الموسيقى باعتبار عملي لا يسمح لي بمواكبة نشاطها لكن مع وجود قلة مسيطرة على المشهد الثقافي بمدينة عنابة لا يمكن لاي احد خارج دائرتهم التفكير في الحصول على دعم او مساعدة لتحقيق مشروع ما , كما اننا لم نصل بعد الى المستوى الدي يمكننا من تدريس الفنون بانواعها في الوقت الدي يفتقر فيه مجتمعنا لابسط ضروريات الحياة الاجتماعية . 
وهده الحالة هل هي عامة ام هي تخص مدينة عنابة فقط ؟
لا هده الحالة لا تعكس حال باقي الولايات بل بالعكس نرى مثلا في العاصمة و حتى قسنطينة حراك ثقافي لاباس به و جو يتيح العمل براحة اكبر مما عليه الحال في عنابة التي صارت اليوم تفتقر للحراك الثقافي و الفني الدي يفترض ان مدينة بحجمها و بزخم الطاقات بها يجب ان تتميز بعديد المهرجانات و العروض الفنية المختلفة .
و ما هي العوامل التي تراها مسؤولة عن هده الوضعية ؟
ارى بان المسؤولية بالدرجة الاولى تقع على عاتق المنتخبين المحليين و خصوصا المكلفين بالثقافة على مستوى المجلسين الولائي و البلدي إذ لا نشاط يذكر لهم طوال عهدتهم الانتخابية في الوقت الدي تبقى فيه مديرة الثقافة بعنابة السيدة مناجلية تحاول لوحدها بعث الحركة الثقافية و الفنية بالولاية التي طغى عليها الانتهازيون و اصحاب المصالح , باختصار يمكن القول ان لا احد يؤدي الدور المنوط به , على مستوى مختلف الدوائر الرسمية
و مادا عن الحلول التي تقترحها ؟
لا يعقل ان تجد المسرح يغلق في عطلة نهاية الاسبوع  كما ان تخصيص الحفلات فقط في شهر رمضان المبارك امر غير مقبول , الامر الدي يستدعي وضع اجندة ثقافية تراعي فترات الراحة و العطل لدى الجمهور في الوقت الدي لا يوجد بالاساس برنامج ثقافي واضح طوال الموسم بولاية عنابة .
الا ترى بانكم كفانين تتحملون المسؤولية عما يعيشه الوسط الثقافي و انتم مخولون للدفاع عنه ؟
كيف يكون لنا دلك و نحن لا نملك صوتا مسموعا بعدما احتكرت بعض الجهات كل المنابر و سخرتها لخدمة مصالحها العائلية الخاصة , و ما يحزن اكثر ان هده الاطراف تعتقد انها الممثل الشرعي للمالوف بعنابة في الوقت الدي  يعتبر غيابها الواضح عن محتلف الحفلات و الاعراس بعنابة خير دليل على ضعف  مصداقيتها لدى الجمهور , كما ان الدخلاء للاسف اضروا بالمالوف اكثر مما نفعوه و لم يسهموا باقل قدر في تحسين صورة عنابة التي صارت اليوم معروفة بالفوضى و بعض الطواهر الاجتماعية غير الصحية , لكن هدا لا يمنع من اننا خدمنا باسلوبنا و بامكاناتنا المتاحة  , و لعل الشعبية التي حزت عليها عبر الاعراس التي احييها و الحفلات المختلفة داخل و خارج الوطن  خير دليل على كلامي .
نعرج قليلا على مشاركتك في تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية كيف تقيم هده المشاركة ؟
كوني اول من دعي من ولاية عنابة بصفة شخصية و من دون وسطاء هدا يكفيني ليظهر مكانتي الطبيعية , و لا شك ان تظاهرة بهدا الحجم تعيد لكل دي حق حقه و الحمد لله كانت المشاركة جد ايجابية نلنا فيها اعجاب الحضور و احيينا خلالها حفلات في المستوى من خلال طابع المالوف الخفيف
لك حرية في قول كلمة ختامية ؟
قبل ان اختم  اشكركم  على هده الزيارة  و ادعو الجميع للالتفاف حول مدينة عنابة لاعادتها للسكة الطبيعية التي اخرجها عنها من احتكروا التنظيمات الفنية لمصالحهم الخاصة كما اقول باننا في هدا الوسط كالورود  لكل واحدة فينا ريحها و الجمهور يشم ما يحلو له و ان تواجدت بيننا وردة منتهية الصلاحية فالاكيد انها تفسد باقي المجموعة لذا علينا استئصال منبع الفساد كي يعم الصلاح على الوسط الثقافي العنابي . 
عبد النور العابد...نشر في ديسمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق