الخميس، 15 مارس 2012

لا مرجعية و لا تنظير المهم الرئيس “يطير” !


شدتني القنوات الفضائية اليوم و هي تتباهى بعدد القتلى الدين سقطوا في سوريا بعد عام من النكبة ,تلك التي يصطلحون عليها ثورة , و أنا من عندي أتساءل, هل قواعد التحول في العالم قد سقطت بفعل هذا الربيع الذي يأبي أن ينقضي؟ أم أن تجاهلا مقصودا لمكمن النقص فيها قد أضحى سبيلا لهذه القنوات؟ تمرر من خلاله أجندة قد تعلن و قد لا تعلن لكن الأكيد أن لا مجال اليوم لإخفائها.
ما استغربته اليوم هو درجة القوة في التصعيد و كأن بقرار إسقاط الأسد قد صار أكثر من ضرورة بعدما ظل صامدا طوال سنة كاملة ليصنع الاستثناء وسط أقرانه من الزعماء و  مات منهم من مات و هرب من هرب و (سجن من سجن) مع تحفظي على هذا الأخير و على سجنه المزعوم ... شدني قبل فترة قصيرة حديث مع الأستاذ عمار صافي احد رجالات الإعلام المخضرمين بعنابة وهو يتحدث عن غياب مرجعية  فكرية لهذه الثورات و إستذكرت أيضا كتابات البعض على موقع الفايس بوك و هم يقرون ببزوغ شمس فجر جديد كتبه الشباب و الدماء تلطخ أجسادهم , و هم ينشدون التغيير بعدما ضاقت بهم عذابات السنين .... و بين هذا و ذاك  يتضح بان معالم جديدة بالفعل قد اكتتبت لكن هل يعقل أن تمحوا كل ما كان قبلها من أسس و معايير ينبني عليها التاريخ؟
علمنا التاريخ ان الثورات لطالما استبقت بمرجعيات  فكرية و زعماء يصنعون مجدها و تصور ما بعد النجاح فيها , أما اليوم فغريب أمر هذه الثورات ! هدف مرحلي ينجح في ظرف قياسي لكن سرعان ما يتبع بالتخوف و التكهن بمستقبل غامض لمصير هذه الدول و كان بالأمر لم يعد بالفعل بحثا عن الحلول بقدر البحث عن تغيير المشهد حتى و لو كان ذلك بالمضي به من السيئ إلى الأسوء ,
ربما بالفعل هم الشباب من كان المحرك لكن التساءل الذي لا يزال لحد اليوم يطرح هل هم من سيكون الماسك بزمام الأمور,  رغم أن  الواقع يؤكد عكس ذلك فلا تونس مهد الربيع أنصفت الشباب و لا مصر بدورها فعلت , و معهما ليبيا لها هم التقسيم يكفيها , و اليمن الحزين رغم سعادة تاريخه لم يكتب لجيل الغد مستقبلا جديدا و لا اعتقد أن زهرة الشام قد تفعل و هي التي كانت في وقت سابق مثالا في قوة نسيجها الاجتماعي و ترابطها و اليوم أراها قد دخلت في معترك يوحي بان بشار سيزول و البعث سينقرض و الشعب يتفتت و البلاد ستعود إلى قادم التاريخ فيا ترى من الأصدق , هل من رفع سيف الحجاج لعقود في وجه شعبه و حرمه حتى من التنفس بغير علمه؟ أم من وافق على حرق الأخضر و اليابس و التنعم بدولارات الطبل القطري؟ .السؤال يترك للقادم من السنوات و هي كفيها بالاجابة عليه.  
بقلم عبد النور العابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق