السبت، 3 مارس 2012

صحوة الضمير الثقافي لشباب عنابة



لم يجد الشباب  العنابي من منبر لإسماع صوتهم الرافض للإعتداء الذي تعرض له معلم " المدافع الأثري" بحي النصر وسط مدينة عنابة   سوى موقع الفايسبوك الذي يشهد مند فترة حركية كبيرة من قبل النشطاء من الشباب الدين قرروا هيكلة أنفسهم ضمن جمعية معتمدة للدفاع على المعالم التاريخية للمدينة كما بادروا  بإنشاء صفحات عديدة تطالب بضرورة التدخل الفوري من قبل أعلى سلطة في البلاد لوقف ما وصفوه " بالمهازل " التي يتعرض لها الإرث الحضاري لبونة التي لم تعد اليوم تجد من ابنائها من يرفع عنها غبنها و يحفظ لها ما ورثته عن ماضيها الحافل  .
و حتى و إن اعتبر البعض أن هده الحركة الشبابية الأخيرة التي صنعها أبناء المدينة  غير كافية إلا أنها تظهر نوعا من الوعي لدى من خرجوا في وقفات احتجاجية متعددة بقصر الثقافة "محمد بوضياف" تبشر بالخير في حال ما إذا تمت هيكلتهم  في إطار عمل موحد يكفل لهم دورهم في النهوض بالحركة الثقافية بالمدينة و يخول لهم الدفاع عن ارثهم الحضاري في وجه زبانية المال الذين أخدوا يأكلون العقار و يتوسعون حتى على حساب ذاكرة العنابيين .
إن الحاجة اليوم لم تعد في السلطات و لا حتى في الجمعيات الثقافية التي ضلت عاجزة عن منع عمليات تهديم معلم "المدافع" الذي يؤرخ للحقبة الإستعمارية بل اليوم ظهر العديد ممن خرجوا مرة لإشباع فضولهم فوجدوا أنفسهم يقتنعون بضرورة حمل المشعل لصون تاريخيهم المهدد بالزوال  و هدا يكفيهم كي نقول لهم "أحسنتم " و كي نشد على أيديهم للمضي قدما في مهمتهم حتى تلتحق السلطات المحلية  بركب هده الهبة الشبابية الفريدة من نوعها على مستوى مدينة عنابة , الا انه و رغم كل ما يلوح في الأفق من مؤشرات ايجابية فان الواقع أثبت أن مثل هده المبادرات لابد للدخلاء أن يحاولوا وأدها قبل أن ترى نور نجاحاتها , و التجارب السابقة تؤكد هدا .
فاليوم لم يعد التحدي في الدفاع عن الأثار التاريخية فحسب بل حتى في الدفاع عن الهدف الذي اجتمع لأجله الشباب بعفويتهم المطلقة ,و كل هدا يقودنا للتساؤل: هل سينجح المبادرون في الوصول إلى أهدافهم أم سيتمكن المخادعون من سرقة الأهداف و قتل الحركة التي يجب أن تتطور لتكون بداية نهضة فعلية بالمدينة .
عبد النور العابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق