السبت، 3 مارس 2012

"سيرتا" تمضي للإنقاذ و "هيبون" تحت الأنقاض



بعد جولة قمت بها في مدينة قسنطينة و تجوالي بأزقتها الضيقة , و بعدما وقفت على فسيفساء ثقافية بقدر تلك الموجودة في "السويقة" أو المتجدرة في عراقة "زنقة " الجزارين و الرصيف,  اخدت أبحث عن ما كان هناك و ما يوجد هنا في بونة التاريخ . فلم أجد الاجابة إلا تسارع لتتدفق  و تؤكد بان لا مجال للمقارنة يذكر بين هذه و تلك .
في عنابة يكفيك دخول المدينة القديمة حتى تخرج منها من دون حقيبتك الخاصة او هاتفك النقال,  هدا ان سلمت جسديا , و مرورك بمملكة "هيبون" يجعلك تذرف دما و انت تتحسر على بقايا التاريخ .
 بالفعل هي اليوم في عنابة اضحت بقايا لان لا السلطات كانت وفية لها و لا المجتمع المدني أحاطها بما يكفي  من إهتمام.
زاد استغرابي و انا احاور رئيس المجلس الشعبي الولائي لقسنطينة المحامي "سعد بغيجة" و هو يصر على انجاح مسابقة العلامة ابن باديس وفاء لذكرى رائد النهضة الحديثة في الجزائر و العالم العربي بعدما قارنته بنظيره في عنابة التي ترى الثقافة فيها تقتصر على مهرجانات الصيف التي تأكل من ميزانية الولاية الملايير فلا تكتفي بذلك الا و تتبرع بما تبقى من ارت حضاري للمدنية لتكسب ما تبقى من ملايير اضحى "اصحاب الشكارة" يسرفون في صرفها على نهب العقار حتى  لو كان علا حساب ذاكرة بونة العتيقة.
هنا لم أجد من حلا سوى الإقتناع بضرورة  العمل على بعث حركة لإنقاد ما بمكن انقاده من اثار المدينة التي محاها التاريخ يوما و اليوم صارت  السلطات المحلية بعنابة تستكمل هده العملية بتواطؤ من أبناء المدينة الذين تركوا تاريخهم دون وعي منهم  بأنهم سيكونون من دونه لقطاء و  من دون معرفته جهلة بماضيهم العريق ,
الامر ليس مستحيل فالجارة سيرتا تحاول اعادة البحث في ماضيها كي تنتقل لاحقا الى مرحلة رسم مستقبلها ,  فما العيب لو تظهر في بونة اليوم حركة موازية لتلك التي وقفت عليها و لاحظت تظافر الجهود لاحيائها بقسنطينة , يومها سنتمكن من اعادة بريق جامع ابو مروان الشريف الدي صارت جدارنه اليوم تتحظر للسقوط و قاعات التدريس به  اغلق ابوبها و اتجهت للركود لتلتحق بباقي زوايا المدينة القديمة التي منها  من تهدم و منها من ينتظر و ما بدلنا في سبيل منع دلك تبديلا .
عنابة الجوهرة كانت بالفعل كذلك عندما اعتبرها المؤرخون رمز العراقة التاريخية في الشرق و رائدة الحداثة في الجزائر لنجدها اليوم برغم كل ما قيل فيها بعيدة عن العراقة و غير قادرة على اللحاق بركب التطور ..فلابد لنا اليوم من وقفة حساب  عسانا بها نجتنب ما يليها من عتاب كي نرجع للجوهرة بريقها و نعيد للمملكة تاريخها .
عبد النور العابد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق